عشرة نصائح مهمة لطلاب الدراسة عن بعد ( التعليم الذاتي الالكتروني )

عشرة نصائح مهمة لطلاب التعليم عن بعد اي الدراسة من المنزل
عشرة نصائح مهمة لطلاب التعليم عن بعد اي الدراسة من المنزل
تعد الدراسة عن بعد أو التعليم الألكتروني من أهم سمات هذا العصر التي فرضها او قل وفر متطلباتها التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم على مختلف الأصعدة ، فكثير من الدول باتت تجمع بين التعليم المباشر والتعليم الألكتروني من خلال انشاء صفوف الكترونية منتظمة ، هذا فضلا عن كثرة وتنوع الكورسات الحرة ومنصات العليم الألكتروني على شبكة الإنترنت مما يوفر للجميع فرصاً ثمينة للحصول على مهارات او اتقان مجالات علمية من دون الالتزام بروتين المؤسسات التعليمية .
حتى أن الكثير من منصات التعليم الألكتروني باتت تمنح المتخرج من كورساتها شهادة معتبرة وسبق أن وضعنا بين أيديكم بعض هذه المنصات في هذه التدوينة: ( أفضل منصات التعليم عن بعد الأجنبية للتعليم الذاتي والحصول على شهادة معتبرة ) .
ولكن الذي لاشك فيه أن التعليم عن بعد او التعليم الألكتروني له سلبياته الكثيرة إذا ما قيس بالتعليم المباشر والتي منها مثلا:
 التقاعس وعدم الاهتمام بالكورس واتقانه بسبب عدم وجود الرقابة والمتابعة سوى المراقبة والمتابعة الذاتية ، ومنها بطء حركة النت في كثير من دول العالم ، ومنها الشعور بالملل ، ومنها انعدام امكانية التفاعل المباشر مع الاستاذ في كثير من الكورسات وسلبيات أخرى كثيرة ، لذا نضع بين أيديكم في هذه التدوينة عشرة نصائح لتجنب الكثير من تلك السلبيات :

أولاً: حدد هدفك بوضوح وتأني
عندما تقرر الإلتحاق بدورة على النت لابد أن يسبق ذلك تحديد هدفك من الإلتحاق بها وبشكل واضح بحيث لن تندم عليه لاحقا بسبب ضياع الوقت في ما لا ينسجم مع أهدافك في الحياة .
إن وجود الهدف الواضح بالنسبة لك يُعد عاملا مهما وأساسا للالتحاق بكورس للتعليم عن بعد على الانترنت لأن الهدف هو الذي يبعثك على الاستمرار وتحدي الصعوبات ولاسيما في مجال التعليم الالكتروني حيث لاوجود للصفوف والمراقبة التقليدية من قبل الاستاذ .
كلما كان هدفك سطحياً وغير واضح كلما تزعزعت جديتك في التفاعل مع الدرس وضعفت عزيمتك على الاستمرار وبالتالي سيقل التزامك ويضعف شيئا فشيئا إلا إذا تمكنت من انعاشه بشكل مستمر بإيجاد المحفزات والتشبث بالهدف الذي تسعى اليه .

ثانياً: تخصيص مكانٍ للدراسة 
فعليك أن تحاول جهد الإمكان تعيين مكان خاص تلتزم بالاستماع او مشاهدة الدرس فيه يوميا ، وتجنب مشاهدة الدرس في أماكن متعددة والغرض من ذلك عدة أمور: 
منها أن مشاهدة الدرس قد تتطلب إحضار بعض الأدوات ولاسيما في العلوم ذات الجانب العملي ، فيجب ان تعمل على ان تكون تلك الأدوات الى جانبك في ذلك المكان .
ومنها التأثير النفسي للمكان حيث أن اقترانه المتكرر بالدرس سيجعل منه ذا طابع محفز على الاصغاء والمتابعة بخلاف ما لو كنت تعمل على تغيير مكان مشاهدتك للدرس يوميا او باستمرار فإن المتغيرات الجديدة المحيطة بك لا شك في أنها ستأخذ نسبة من اهتمامك وتركيزك بخلاف ما لو كنت معتاداً على المكان .
ومنها أن التركيز والانشداد الى الدرس يتطلب الابتعاد عن الاماكن الصاخبة كثيرة المزاحمة ولن تتمكن من ضمان ذلك لو كنت تغير مكان مشاهدة الدرس باستمرار ، فإذا كنت مثلا تستمع لدرسك في مكتبتك او غرفتك او على طاولة المطبخ حاول الاتفاق مع اسرتك على ان يكون ذلك المكان مخصصا لك فقط في ذلك الوقت .
وعموما لتحديد مكان خاص بمشاهدة الدرس يوميا إيجابيات كثيرة ستنتبه لها بعد أن تجرب ذلك بنفسك .

ثالثاً: الحرص على نظافة المكان المخصص لمشاهدة الدرس
حيث تُثبت التجارب أنّ ازدحام المكان بالنفايات او الاطباق المتسخة أو الأغراض المبعثرة كل ذلك يؤدي الى إضعاف التركيز وعدم الانتباه الجاد على الدرس لأن كل ذلك يسبب تشتيت النظر ، و أيضا من الناحية النفسية تشير الدراسات الى أنّ نظافة الانسان والمكان يساعدان بشكل كبير على الراحة النفسية والنشاط وهي أمور ضرورية للتركيز أيضا .

رابعاً: الحرص على التواصل مع الاستاذ والدارسين مهما أمكن .
في الدراسة المباشرة يخلق التواجد بين الطلاب والأساتذة لونا من الشعور بوجود الحس الجماعي الذي يدفع باتجاه البحث والمتابعة وعدم التذمر بل يدفع نحو الابداع للتميز ، فضلا عن الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين ، ومن سلبيات التعليم عن بعد ( التعليم الألكتروني ) افتقاد الدارس لهذه الميزة ولكن يمكن تقليل آثارها السلبية بشكل كبير من خلال التواصل المستمر مع الاستاذ والأشخاص الآخرين المهتمين بنفس الكورس او بنفس التخصص على أقل التقادير ، فبفضل التقدم التكنولوجي يمكنك التواصل معهم اونلاين من خلال البرامج والتطبيقات والمنصات المختلفة بل يمكنك توظيف صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه المهمة أيضا .
فبصورة عامة يجب عدم الانقطاع عن اساتذة ورواد المجال الذي تدرسه ، حاول الاتصال والتواصل معهم مهما أمكن وبشتى السبل والوسائل ، إحرص على نشر تعليقاتك و مداخلاتك في منصات المناقشة الخاصة بالكورس وقراءة تعليقات ومنشورات رواد الكورس الآخرين فإن هذا سيساعدك كثيرا .

خامساً: التواصل مع الفضاءات المساعدة .
ليس بالضرورة ان تكون تمتلك جميع الأدوات التي يتطلبها اتقان الكورس من مصادر علمية وادوات تجربية وخرائط وما الى ذلك لهذا يتوجب عليك البحث دائما عن الفضاءات التي يمكنها ان توفر لك المصادر والأدوات التي هي ضرورية او تساعدك على اتقان درسك ، وذلك كأن تحرص على ارتياد مكتبة معينة تجد فيها ضالتك او ارتياد منتدى علمي معيّن كذلك ، او مختبر شخصي لاحد الأصدقاء او المؤسسات العلمية الحرة ، وبكل حال يتوجب عليك البحث عن الفضاءات التي من شأنها مساعدتك على اتقان دروسك ، فليس بالضرورة أن يكون الطالب يمتلك كل الأدوات والمصادر حتى يُشرع في الكورس إنما المهم ان تكون الأدوات والمصادر الضرورية في متناوله سواء كانت من ملكيته او من ملكية غيره ، ولاسيما الأدوات والمصادر باهضة الثمن .

سادساً: تنظيم الوقت
يعد تنظيم الوقت عاملاً أساسا في عملية التركيز كما أنه عامل مهم جدا في نجاح اي عمل ، لذا يجب ان تخصص وقتا لمشاهدة الفيديو التعليمي ووقتا لمراجعة ومطالعة النصوص ولا سيما النصوص المعقدة ومن ثم تدوين الملاحظات .
خلاصة القول هنا يجب ان تعمل على تقسيم وقتك الى فترات زمنية يمكن التحكم فيها ، وخصص لنفسك أيضا وقتا لأخذ الراحة المناسبة ، فلا تتردد في وضع جداول اسبوعية على الأقل لتوزيع وقتك حسب الأولوية ، فإن ذلك يقلل من التوتر ويساعد على التركيز ، فضلا عن كون تخطيط العمل وتوزيع الوقت يؤدي الى تحقيق الأهداف بشكل سريع .

سابعاً: الإنضباط والعزيمة
الحقيقة التي تراودك دائما من أنه يمكنك تأجيل الاستماع للدرس ومراجعة المصادر الى وقت آخر تُعد من الحقائق الخطيرة جدا بالنسبة لأي دارس ، بل في جميع الأعمال يُعد تأجيل عمل اليوم الى الغد من أهم عوامل الفشل وعدم الوصول الى النتائج المهمة في كثير من المشاريع ، وإذا تفاقم هذا التكاسل حتى طغى على حياة الانسان فلا أتردد في وصفه بالانسان الفاشل وهو كذلك واقعا .
وهذا الكسل له ألوان وأشكال متعددة فليس تأجيل الدرس تكاسل فقط بل الاستماع للدرس أثناء تناول الطعام او أثناء الانشغال بشيء آخر هو عدم انضباط وتفريط أيضا .
إذا كنت تشعر بالتعب عندما تعزم على سماع الدرس لا يكفي ذلك كعذر لتأجيل الاستماع بل لابد من أن تعمل على توفير المقدمات اللازمة التي تجعلك مستعدا ومؤهلا لسماعه .

ثامناً: كن واضحا مع نفسك وأساتذتك وزملائك
إذا لم تفهم شيئا مهما كان بسيطا كن واضحاً مع نفسك واعترف بعدم فهمك فلا موجب للحياء او للتكبر لأن النتيجة ستكون سيئة جدا .. وأيضا كن واضحا في ذلك مع استاذك وزملائك .. أخبرهم بأنك لم تفهم المطب ليقدموا لك المساعدة التي يمكنهم تقديمها .
وأيضا كن واضحا في مداخلاتك وردودك ومناقشاتك لئلا يتم فهمها من قبل الآخرين على أنها نوع من الإساءة او الجدل الفارغ او العناد او التسقيط .. بعبارة جامعة كن واضحا في كل شيء يتعلق بدرسك .

تاسعاً: حافظ على الانشطة الإضافية 
في العادة تعمل المدارس والجامعات على وضع انشطة لا صفية ترتبط بالمنهج الذي يتلقاه الطالب في الدرس وهذا قليل جدا بل نادر في الدراسة عن بعد، وفي هذه الحالة يجب ان تعمل بنفسك على صناعة مثل هذه الأنشطة التي تساعد بشكل ملحوظ على هضم المادة العلمية والاحتفاظ بها ولو في العقل اللاواعي .. 
ومن أمثلة الأنشطة البديلة التي يمكن لطلاب الدراسة عن بعد ايجادها في المنزل إذا كان لديك مثلا إخوة أو أقارب أصغر منك فيمكنك مساعدتهم في تعلم دروسهم مما يتيح لك فرصة مراجعة معلوماتك القديمة مما ينفعك في دراستك الحالية .
وأيضا في حالة ان كان لك إخوة أو أقارب اكبر منك وفي مراحل دراسية متقدمة عليك فيمكنك طلب مساعدتهم في تعلم دروسك وأن يضعوا لك التمارين ويشرفوا على حلك لها ليصححوا أخطائك ، بل ويمكن حضور بعض الدروس معهم كنشاط لا صفي إذا كان موضوع الدرس مهما بالنسبة لك ويستهويك وبالطبع يكون ذلك بعد الإستئذان منهم .

عاشراً: التركيز على المهارا الإضافية
وهذه واحدة من أهم حسنات التعليم عن بعد حيث أن تحرر الطالب من كثيرٍ من القيود المفروضة عليه في المدرسة يفتح الطريق أمامه لإكتساب مهارات جديدة ومن أهمها التفكير باستقلالية من دون تأثير الإستاذ والضغوط المدرسية ويفسح الوقت لمساعدة الاصدقاء كما أنه يوفر مرونة أكبر للتغلب على التحديات والصعوبات التي تواجه عملية التعليم ، والأكثر والأهم من ذلك أنه يعطي فرصة للطلاب لممارسة الإبداع ويُكسبهم خبرات جديدة في التعامل مع البرامج التكنولوجية والأجهزة الحديثة وينمي عندهم القدرة على تنظيم أوقاتهم بأنفسهم كما يضاعف عندهم الشعور بالمسؤولية في داخلهم .
ولكن المهم هنا هو أن هذه الامتيازات كلها لن تكون فعالة مالم يلتزم الطالب ويثابر في سبيل ضبط وقته وسائر الارشادات التي ذكرناها سابقا .

الكاتب العراقي 
محمد الارجوان
تنويه : يرجى عدم نسخ الموضوع بتمامه بل لا أجيز حتى النقل منه من دون ذكر المصدر (مدونة الريادة)
تعليقات